أحمد شعبان (القاهرة)
ثمَّن وكيل الأزهر الشريف الشيخ صالح عباس، زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، لدولة الإمارات التي تبدأ غداً، خاصة وأن هذه الزيارة المهمة للإمارات الشقيقة سوف تشهد لقاء قداسة البابا وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والتي تأتي في إطار الأخوة الإنسانية على أرض التسامح.
وقال وكيل الأزهر الشريف، في تصريح خاص لـ«الاتحاد»، إن الأخوة الإنسانية هي الطريق الوحيد لتحقيق السلام العالمي، فعندما يشعر البشر أنهم إخوة، وأن ما يجمعهم أكثر مما يفرقهم، ستزول جميع أسباب الخلاف، وهو الأمر الذي يؤمن به فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، ويعملان معاً على تحقيقه.
وأضاف الشيخ صالح عباس: أن الأزهر الشريف يعلم طلابه أنه كما أن الاختلاف سنة كونية، فإن الأخوة والتعارف مشيئة إلهية لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىَ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا...)، «سورة الحجرات: الآية 13»، مؤكداً أن الفكر المتطرف الرافض للآخر يناقض هذه التعاليم، ولذلك فإن الأزهر يعمل على تفنيد هذا الفكر.
وبين وكيل الأزهر أن الإمام الأكبر يؤمن بأن الله أنزل الأديان لخير وسلام البشرية، ولذلك حرص على مد جسور التواصل والحوار مع قادة الأديان حول العالم، لتحقيق مراد الله عز وجل من الأديان، وكان قداسة البابا فرنسيس، من أبرز القادة الدينيين الذين قابلوا جهود الإمام الأكبر ومساعيه نحو السلام بتعاون منقطع النظير.
وتابع: أن العالم أمام فرصة كبيرة لتحقيق السلام العالمي في ظل وجود قائدين دينيين محبين للسلام وحريصين على تحقيقه على رأس أكبر مؤسستين دينيتين في العالم، هما الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرنسيس، ولذلك يجب على الهيئات والمؤسسات الدولية استثمار جهودهما المشتركة لتحقيق السلام والأخوة الإنسانية.
وأوضح وكيل الأزهر الشريف، أن دولة الإمارات أخذت زمام المبادرة في التعاون مع المؤسسات الدينية الكبرى لتحقيق الأخوة بين مختلف الأديان، وقد تمكنت من بناء نموذج عالمي للتعايش بين الأديان على أرضها، مضيفاً أن استضافة أبوظبي لمؤتمر الأخوة الإنسانية والتي تتصادف مع إعلانها عام 2019 عاماً للتسامح، تعكس منهجها وسياستها المنفتحة على مختلف الأديان والحضارات.
وذكر أن زيارة قداسة البابا فرنسيس، لدولة الإمارات تعد حدثاً استثنائياً كونها أول زيارة له لمنطقة الخليج العربي، ولذلك فهي تشكل خطوة هامة على طريق كسر قرون من العزلة بين الشرق والغرب، وهي تتويج لجهود قداسة البابا فرنسيس، في نشر السلام العالمي، وتضافر هذه الجهود مع الدور الرائد لدولة الإمارات في هذا المضمار، مشيراً إلى أن العالم يأمل أن يمثل هذا الحدث الكبير خطوة ونقلة كبيرة على طريق تحقيق السلام، وأن يكسر حواجز الكراهية والخوف التي تراكمت نتيجة الاستغلال والفهم الخاطئ للدين.